تلك الصّورة الذّهنيّة الرّاسخة في عقول المسلمين وهي أن كُل ملتحي هو بالضّرورة (مطوّع) أو مُتديّن أو مُلتزم أخلاقياً وهذا إنحراف كبير بالفهم لأسباب كثيرة جداً , إبتداءً يجب أن يُعرف أمر هامّ وهو أنّه ليس كل مُلتحي مُتطرّف ولا كُل حليق ماجن والحكم على المظاهر يُعتبر تسطيح وحماقة , وأيضاً من المعروف ومن البديهيّات أن اللحية موجودة في كل الديانات تقريباً لذلك ليست ميزة أو علامة إستثنائيّة تلتصق بالمُتديّن المُسلم ويبقى أن المحكّ الحقيقي هو السّلوك والأفعال على أرض الواقع فكم من مُلتحي قد إنغمس في الإنحراف وأرذل الأخلاق وأيضاً العكس وارد , إذاً الثّقة والتزكية لا تتبع الّلحية ولا المظهر أبداً وإلاّ فإن النّصاب والمُحتال سيكون أسهل ما عليه هو أن يُطلق شعر وجهه ويكسب الثّقة بسهولة , يجب أن نرتقي بأحكامنا وإنطباعاتنا ونجعلها ترتكز على أساسات متينة وثابتة , لأن المُتاجرة بالدّين والإستغلال يزدهر في المجتمعات المهووسة بمظاهر التديّن .
شكراً وإلى لقاء
شكراً وإلى لقاء