الفتوى اللتي يفتقر صاحبُها إلى التصوّر والإلمام الكافي بالشيّء غالباً تتغيّر بشكل حتمي مع مرور الزّمن وذلك عندما يتضح بُطلان علّة التحريم أو تتضح الفائدة والإيجابيّات الكثيرة اللتي سوف يمنعها ذلك التحريم , الفتوى مسؤوليّة كبيرة لأنّها تقوم مقام التشريع ويأخُذ بها الغالبيّة من الناس ويلتزمون بها , لذلك كان لزاماً على من نصّب نفسه لها أن يُراعي جيداً مسألة الإجتهاد والتقصّي وعدم الإستعجال في إطلاق الحكم حتى لا ينتهي به الأمر إلى التراجع والتغيير بشكل مُتكرّر ومُضطرب ممّا قد يؤثّر على مكانة الفتوى وأهميّتها وقيمتها , الأمور المُستجدّة تحديداً تحتاج معرفة وافية واستيضاح وعدم الإكتفاء أبداً بأقاويل الناس عنها , فقد يكون المُستفتي فيها ميّالاً إلى التحريم فيسوق السؤال بصيغة تُحفّز المُفتي على التحريم وتجعله لا ينتبه إلى الجوانب الجيدة والمُفيدة وبالتالي تكون الفتوى ناقصة وعُرضَة للتغيّر والتراجُع مع الزّمن , والأمثلة على ذلك كثيرة جداً وعموماً ليس عيباً أبداً التراجع عن الفتوى وتوضيح الرأي الأصوَب وإنّما العيب في الإستمرار وترك الفتوى تعمل .
شكراً وإلى لقاء
شكراً وإلى لقاء