علاقة وطيدة بين التحزّب والتطرّف والتشدّد لا تنفَكّ أبداً , والعلّة في ذلك هي أن الشّخص المُتحزّب يتنازل عن قناعاته وإختياراته الشخصيّة ويبدأ في الإنسياق خلف ما يُمليه عليه ذلك الحزب من أفكار ونَزعات مهما كانت وكيفما كانت , لذلك لا تكاد تجد شخصاً قد إنخرط في حزب وقد سلمت أفكاره من الميل إلى التشدّد والإقصاء والعدائيّة مع الآخر , ومع أنّه لا وجود للتحزّب في الإسلام ولا حتى في الدّيانات الأخرى إلاّ أن أصحاب ذلك الفكر المُتشرذم يُصرّون على الحزبيّة , الأحزاب بدأت عندما تم مزج الدّين بالسّياسة عندها ظهر ذلك المزيج الخطير , وأكثر ما يُميز الأحزاب هو الإنغلاق الفكري ورفض الآخر والتنازُع المُستمرّ والتآمُر والغدر المُتوقّع , الشّخص المُتحزّب سينتهي بإنتهاء حزبه لا محالة وهذه حقيقة لا مناص منها أبداً , تلك الأحزاب إستعملت لباس التديّن شرّ إستعمال وحتى على سبيل المُسمّيات مثل (إخوان مسلمين) و (حزب الله) وهلم جرا , لأنّها تعلم جيداً أن المجتمعات الإسلامية أسيرة للعاطفة الدينيّة وهي بمثابة نُقطة ضعف فيها , لو استعرضنا حسنات تلك الأحزاب بكل تجرّد وشفافيّة سنجد أنّها صفرا , بينما نجد أنّها مُحمّلة بالتّبعات والكوارث على المُجتمعات , فكلّما أمسَك المجتمع بخيط للإرهاب والتطرّف وجد في آخره تحزُّب .