من هنا يتضح مدى أهميّه التعامل مع الاخرين والتعرّض للمواقف الكثيرة والمختلفه حتى يتم صقل الشخصيّه ويرتقي الإنسان حتى يصل إلى مراتب مرتفعة من الخبرات الكثيرة والمتعددة وهكذا هي الحياة لا تعترف إلاّ بمن يخوض فيها التجارب الكثيرة ويتحمل صعوباتها ويصبرعلى مشاكلها ولا يهرب منها ، ولا تعترف بالشّخص الذي لا يريد أن يتعرّض ولا يتعامل ويبقى هكذا على الهامش ، الحياة ليست ورديّة ولا رومانسيّة وإنّما هي مليئة بالمصاعب التي تحتاج الى صبر و جَلد وتحمّل ولا يمكن أن يصل فيها إلاّ ذلك الشّخص الذي يسقُط ثم يستمر في طريقه بمعنى أن الكبوة لا تقضى عليه ولا تُنهيه وإنّما تمنحه فرصة مُتجددة ثم يزداد قوّة يوماً بعد يوم .
أمّا عديم المواقف والخبرات فهو من الضّعف بمكان أن يسقُط بسرعة ويعجز عن الاستمرار ويحتاج دوماً إلى من يدفعه إلى الأمام ، ولا يُمكنه الاعتماد على ذاته مع أنّه قد لا يكون جاهلاً وإنّما هو قرّر الاستسلام والاعتماد على غيره في كلّ شيء .
هو أشبه بالعالة والعبء الثّقيل لأنّه بحاجة مُستمرّة إلى مواساة ونصائح وقد أدمن على ذلك ، لا يُريد أن يصنع شيئاً ولا يُقدّم شيئاً غير التقوقّع ولوم الآخرين والزّمن على كلّ شيء سيّء ، مع أنّه هو محور المشكلة وأساسها .