ولهذا السّبب قد تجد طالباً كان جيداً من ناحية السّلوك والمُعاملة وفجأة ينقلب رأساً على عقب بسبب هذا الإعتقاد , فهو يظنّ بأنّهُ طيلة الفترة السّابقة مُجرّد أحمق ومُستَغفَل , معنى (التنمُّر) هو أن يسلك الطّالب سُلوك الشّراسة والإعتداء على الآخرين .
فيبدأ بعض الطلاّب يكرهون المدرسة بسببه وقد يصل الأمر إلى الغياب المُتكرّر , وأحياناً يحدُث إحتقان وغلّ شنيع ينفجر على شكل جريمة وإعتداء عنيف بغرض الإنتقام , مرحلة المُراهقة تحديداً يكون فيها حالة من التوتّر والإنفعالات السّريعة والتغيّرات المُضطربة لذلك فإن التنمُّر يُعتبر إحدى سمات هذه المرحلة لدى البعض , هذه الأحداث والصّراعات اليوميّة قد تترُك أثراً بليغاً في نفسيّة الطّالب بحيث تتحوّل إلى عُقدة طويلة الأجل أو جُرح غائر لا يندمل , بدليل أن الكثير من الطلاّب بعد مرور سنين طويلة فإنّهم لا يزالون يتذكّرون جيداً من أساء لهُم واعتدى عليهم في مرحلة الدّراسة , وجود الأنظمة القويّة والرّقابة والعقوبات المناسبة هي من أهمّ أسباب الحدّ من هذا السّلوك , حتى وإن وصل الأمر إلى إستبعاد الطالب من المدرسة إذا لم يستجيب وأصبح خطراً على زملاءه .
قد يستغرب البعض أو ينصدم إذا عرف أن أحد الطلاّب قد أقدم على الإنتحار فعلاً بسبب عدم رغبته في الذّهاب للمدرسة وفي نفس الوقت إصرار أهله بأن يذهب , قلّة الخبرة لدى الطّالب وضيق الأفق وصغر السّن والتعرّض اليومي للإعتداء والتنمّر والتحرّش كل هذه أمور ساهمت في الوصول إلى مرحلة الإنتحار , إذاً سلوك التنمّر يحتاج فعلاً إلى تصدّي ومنع بقوّة النّظام فالطّالب الجيد يستمرّ والطّالب المؤذي إمّا أن يتغيّر رغماً عنه أو يُطرد ويُستبعد .