-->
U3F1ZWV6ZTI3NTM2NTg0MDg3X0FjdGl2YXRpb24zMTE5NTE1MDY0NTU=
recent
أهم المواضيع

الشخصيّة المُتسرّعة


التسرّع أو الاندفاع هو الاستجابة الفوريّة للأفكار السيئة الواردة في الذّهن ومن هنا تأتي العواقب والتّبعات الغير محسوبة ، من صفات الشخصية المُتسرّعة أنّها لا تتحكّم بما يكفي في الأفعال والأقوال ولا تُحسن السّيطرة عليهما .

الأسباب ربّما كثيرة ومُتعدّدة قد يكون منها رغبة الظّهور السّريع ولفت الانتباه بأقلّ وقت ممكن فيلجأ الشّخص إلى التصرّف السريع ظنّاً منه أن الفرصة ستفلت منه أو لن تتكرّر .

من الأسباب أيضاً كثرة الاحتقان والتراكُم وبالتالي يحدُث اندفاع وتهوّر ولا مُبالاة بالعواقب ولا حتى الخسائر ، لأنّ المعايير تكون مُضطربة وغير مُدركة للواقع بما يكفي .

هُناك من يصف بعض التعدّيات والجرائم مثل التحرّش والسّرقة بأنّها تشتمل على شيء من الاندفاعيّة بحيث تكون استجابة تلقائيّة للأفكار السيئة التي في العقل الباطن وبالتالي تتحوّل إلى جريمة في الواقع .

ممّا يُحدّد الشخصيّة الاندفاعيّة ومدى وجودها هي المواقف والأحداث الجديدة أو الغير متوقّعة ، لأنّها تتطلّب التصرّف إمّا برويّة وعقلانيّة أو تسرّع دون اكتراث أو تمعّن كافي وفلترة للأفكار والإختيارات .

يُمكن أن يوجد التأنّي والتريّث بحسب الاعتياد والتقرير المُسبق لهُما ، بحيث يُصبحان سمة ثابتة لا تتغيّر بسهولة ولا تؤثّر فيها الأشياء العابرة .

هُناك خلط أحياناً بين الشّجاعة والإقدام وبين والاندفاعيّة والتهوّر ، فالشّجاعة ذات أساس منطقي وعقلي وقوّة تتحرّك وتتوجّه بهما ، بينما التهوّر والاندفاع عبارة عن عشوائية خالية من التأسيس .

أكثر مرحلة عُمريّة تظهر فيها سمات الاندفاع هي المُراهقة وهي هُنا تُعبّر عن مُحاولات لإثبات الذّات ، مثلاً بالتدخين أو سرقة مفاتيح سيارة أو مرافقة بعض المنحرفين وهكذا ، كلّ تلك الصفات في الغالب تكون مرتبطة بمرحلة زمنية وهي المراهقة ثم تبدأ بالتراجُع مع مرور الوقت .

نأتي على التّبعات التي تقع للشخصية الاندفاعيّة منها 
-الحاجة المستمرّة والمتكررة إلى الاعتذار والتبرير 
-خسارة بعض الأصدقاء وربّما الأهل والمُقرّبين
-فقدان الكثير من الثّقة في الذّات وأيضاً في الآخرين 
-التعثّر الدّائم وتضييع الفُرص 
-تردّي في السّمات الأخلاقية والتعاملات
-ادّعاء المعرفة في كلّ الأمور والثّرثرة فيها

والخُلاصة أنه لابُد من التأكيد على قُدرات التحكّم منذ النّشأة حتى تكون أسلوب وطريقة فيما بعد ، وعدم الوقوع تحت براثن المؤثّرات التي قد تُغيّر من القناعات والتفكير وتذهب بهما إلى الأسوأ ،،، شكراً وإلى اللقاء 

الاسمبريد إلكترونيرسالة