-->
U3F1ZWV6ZTI3NTM2NTg0MDg3X0FjdGl2YXRpb24zMTE5NTE1MDY0NTU=
recent
أهم المواضيع

الغيرة والشّك



بذرة الشّك إذا زُرعت سيكون من الصّعب اقتلاعُها أو تغييرُها حتى لو تغيّر الشّخص وحاول إثبات أنّه تغيّر فعلاً فإنّ صورة الشكّ الذهنيّة لا تكفّ عن العمل ، لذلك من الأفضل عدم العبث مع تلك الصّورة أو التهاون فيها .

وقد يستاءل البعض كيف يُمكن الموازنة بين مساحة الحريّة وبين عدم الشكّ ، والجواب هو من خلال وجود الثّقة الكافية والتي لن تتوفّر دون وجود ما يدعمها من الأفعال والالتزام فلا شيء يوجد من فراغ ولا يُمكن أن ينشد الثّقة من يستثير الرّيبة والشّكوك بأفعاله فهذا تناقُض أو تعجيز.

هناك غيرة نابعة من الحُبّ وهناك غيرة نابعة من رغبة التملّك والأنانيّة وشتّان بينهُما ، فالأولى بسبب الإفراط في المشاعر والحرص ، والثانية تفريط في حقّ الآخر ومُحاولة الاستحواذ عليه من أجل المصلحة الشخصيّة ليس أكثر.

كما أنّ للغيرة درجات فليست كلّها مرفوضة وسيّئة فهناك غيرة عاديّة وهناك غيرة مُشكلة لا يُمكن التغاضي عنها ولا الإستممرار معها وقد تؤدّي غالباً إلى التّرك والابتعاد مهما كانت درجة التعلّق والارتباط ، لأنّها مؤذية ومُنغّصة .

هناك علاقة في الغالب بين الغيرة وبين الشّعور بالدونيّة والحرمان فهي أشياء تُعتبر من ملامح الشخصيّة الغيورة بشكل لافت ، وممّا يترتّب عليها الغضب وكثرة الّلوم وترديد الملاحظات والتفسيرات .

الخلاصة هي أنّ العلاقات المتوازنة والجيّدة والقابلة للاستمرار والثّبات هي التي تمنح مساحة جيّدة من الحُريّة والثّقة ولا تُبالغ في الغيرة والشّكوك .
الاسمبريد إلكترونيرسالة