-->
U3F1ZWV6ZTI3NTM2NTg0MDg3X0FjdGl2YXRpb24zMTE5NTE1MDY0NTU=
recent
أهم المواضيع

النّقد الجارح


النّقد في هذا الوقت أصبح من المجالات الخارجة عن السّيطرة والتي يصعب التحكّم فيها أو إلزامها بقواعد أخلاقيّة محدّدة ، لذلك لا سبيل تجاهه إلاّ بتفعيل الذّائقة الانتقائيّة الجيّدة التي تُمكّن صاحبها من الاختيار ولاستفادة من النّقد الجيّد والإعراض عن الرّديء.

محاولة تهذيب نقد الآخرين أو ضبطه هي مجرّد تضييع للوقت ومشي خلف السّراب ، بالمقابل فإنّها إذا تكاثرت الانتقادات السلبيّة فلابُد من التوقّف عندها والتمعّن فيها وعدم المُكابرة ، لأنّ الغالبيّة لن يجتمعون على كلام فارغ أو تقصّد واستهداف.

كما أنّ الحاجة إلى النّقد لا يُمكن إلغاءها فهي ضرورة لمعرفة مكامن الخطأ والصّواب ، فبدونه ستكون الأمور غامضة أو تغلب عليها المجاملة والتغاضي ، وجهة نظر الآخرين ذات فائدة إذا كانت بهدف التحسين والتكميل والتقويم ، ومهما تردّى أسلوب النّقد فلا يُمكن أن يكون عائقاً للإستمرار.

لكن قد نحتاج إلى تنمية قدرات التجاهل والتجاوز بحيث يمكن التحلّي بجدار قوي يعمل على صدّ النّقد القبيح مهما كانت طريقته ووسيلته وعدم السّماح له بالنّفاذ إلى حيّز التأثّر والإحباط ، فليس المهمّ قوّة النّقد السّلبي وإنّما مدى التأثّر به .

ومن المؤسف أن هناك من لديه قُدرات شيطانية في التأثير السيء على الآخرين من خلال صياغة الكلمات وتوليف الأسباب المؤذية نفسياً ، لأنّه يستهدف التدمير والتخريب  فعلاً وليس النّقد أو التوجيه ، ومن هنا نعرف أنّ مصادر النّقد هي مسألة بالغة الأهميّة ، إذ لا يُمكن قبول النّقد دون معرفة المصدر لأنّه أكبر دافع للتصديق أو التكذيب ، وبكل الأحوال فإنّ المصدر المجهول إذا تفوّه بسوء فإنه ليس بذات أهميّة ولا يستحقّ الوقوف عنده .

تجدر الإشارة هنا إلى أنّ من تصدّر في بعض الوسائل الإعلاميّة فعليه أن يتوقّع كلّ أشكال النّقد ولا ينتظر أن تكون نموذجيّة أو مُتقيّدة بشيء ، فهو يُقدّم نفسه لخليط هائل من الثقافات والعقليّات .
الاسمبريد إلكترونيرسالة